السبت، 28 يونيو 2008

كتب فى جريدة الرياض بتاريخ لأحد 24 جمادى الأولى 1428هـ زواج المسيار


أمل الحسين
أعددت قبل أسبوعين تحقيقاً حول أسباب زواج المرأة بطريقة المسيار وذلك من خلال النساء أنفسهن إما من سبق لها هذه التجربة بناء على رغبتها أو من تنتظرها بنفس الطريقة، وطرحت الموضوع بطريقة محايدة وجهات نظرهن، عندما نشر التحقيق اتصل عدد من الرجال طالبين توصيلهم بالراغبات بزواج المسيار - قوبلت جميع الطلبات بالرفض حيث أن عملنا مازال مقتصرا على العمل الصحفي ولا نرغب في فتح مجالات أخرى!! - وحقيقة أن هذه الاتصالات لم تسعدني رغم ثنائها على جودة العمل فقد لمست لهفة البعض لهذا المسيار حتى أن عدد منهم لم يخجل من عرض دفع أتعاب التوصيل والتعريف بينه وبين الطرف الآخر!!، من جانب آخر أعلن مجموعة عن استيائهم من هذا الموضوع حتى أن بعض الزميلات وصفته بأنه كشف لغطاء مستنقع ساعد في نشر روائحه الكريهة وجراثيمه الموبوءة، وحاشا الله أن أساهم في فعل كهذا!!.
مع احترامي الكامل لإنسانية ضيفاتي اللائي تحدثن عن أسباب زواجهن بطريقة المسيار إلا أني حقيقة لم أتعاطف مع واحدة منهن، مع علمي بوجود احتياجات خاصة بالمرأة مثلما هي للرجل إلا أن الواقع يؤكد تلبية هذه الاحتياجات والزعم بأننا نحلها سببت لنا مشاكل أكثر وأعمق!! وحسب ما هو معروف أن العلاقة الحميمة تندرج تحت حالتين لا ثالث لهما فإما أن تكون علاقة حلال من خلال المؤسسة الزوجية أو تكون علاقة محرمة خارج هذه المؤسسة، وما يعنينا هو الجانب الحلال والزواج بحد ذاته أيضاً معروف لدينا بمسمى زواج لا تسبقه كلمة ولا تليه كلمة، ولكنء فيه شروط متفق عليها بين الطرفين سواء كانت هذه الشروط منطقية أم لا المهم هناك اتفاق، فمثلاً قد يطلب بعض الرجال أن يبقى زواجه من المرأة الفلانية سراً وقد تقبل هي وأهلها به ويتم العقد تحت مسمى فقط!! فطالما أن هذه الشراكة قائمة وموجودة في الأصل على الشرط والموافقة عليها وقد توضع شروط أياً كانت هذه الشروط فلماذا ابتدع مسمى زواج المسيار؟! نحن نهتم كثيراً بالمسميات وهي كفيلة بتغيير نمط حياتنا وسلوكنا عندما كان عقد القران بمسمى الزواج فقط مع أي شروط يعقد عليها بقي هذا العقد ذا مكانة وقدسية مهما وسوست النفوس وبمجرد ما أضيف له مسميات فقد مكانته واحترامه أصبحت المسألة مقززة، ولم يتوقف الأمر عند المسيار وهذا طبيعي طالما أن الحاكم هو هوى النفس ففي كل فترة ستسن ما يرضيها لذا ظهر الفرند والمسفار زاعمة أنها تسعى لتحصين الرجال والنساء!! كيف يكون التحصين عندما نعلم أن هناك من يتزوج أكثر من ثلاث أو أربع مرات سنوياً زواج مسيار؟! كيف يكون تحصيناً عندما تطلب امرأة زواج مسفار لإجازة الصيف التي ستقضيها في الخارج وتريد من يشاركها متعة السفر بالحلال حسب قولها؟!.
وسيتم الانفصال بنهاية الإجازة على أن يتم توفير زوج آخر للصيف القادم!! أهكذا يكون التحصين؟! وأنا متأكدة أن الأيام حبلى بمسميات أخرى أهم ما فيها أنها ترينا أنفسنا كيف خلعنا ثوب الحياء، نحن نقف طوابير متأهبين لظهور أسماء تغلف سلوكيات نتخلى بارتكابها عن ثوابت حياتنا!! وبحجم تحفزنا لانتظار هذه المسميات هناك تحفز وقدرة على تبرير فعلها وحاجة الإنسان إليه!! هل يعقل أن تقبل نفوس زكية معاشرة رجال أو نساء متعددين ومختلفين تحت مسمى زواج مسيار أو مسفار أو غيره؟! وهل يعقل أننا نقبل هذا الوضع وكأن ليس لدينا من الحيلة والقدرة على دحض هذه السلوكيات ومثلما ساهمنا في انتشارها تكون لنا مساهمة في إيقافها؟

ليست هناك تعليقات: